الأربعاء، 31 مارس 2010

(28)

ضع في عين اليوم شيئاً مستحيل

وانقش فوق ماء الفجر تحقيق الأمنية

وانقضاء الزمن البخيل

هاتفني على حين غرة

وادعنى على إفطار شهي

على شرفة العشق البهي

وضع خاتماً في كأس السلسبيل

واصحبني في زورق للأفق المخملي

واكتب على وجه السماء..

قصيدة الحب العتيّ

وارسم فوق جبيني إكليل

فإذا ما عمّ المساء..

راقصني

ضم إليك الخصر

واحتفي منتشياً بمقدم هذا الشهر

واهمس في أذني..

عشقي يا صديقتي..

كذبة إبريل

السبت، 27 مارس 2010

(27)

أفرغت محتوياتي..

شددت رأس الحية من حلقي

وتقيأت الحشايا العفنة

فانسكبت أمام عينيك..

ذاتي المريضة

أسقطت قناع الجلد

فبرزت أطراف الأعصاب المبتورة

الدم المتخثر..

من فرط ما أخفيت عنك العلّة

رحت ألوك مفردات احتياجي كالمعتوهة

واستبقيت طرف اللسان

بعض حروف تافهة

بالكاد أمسكت بتلابيبها فلا تنفلت

وحينما مضينا..

كنت أشعر أني مكرمشة الملامح

من فرط الجفاف

ملتصقة الأمعاء من فرط الخواء

وجل ما تمنيته منك لحظتها..

حضن

(26)

بدون أسباب .. وبلا رجاء

تحسّب يا حبيبي

قدر ما يعتريني من اشتهاء

فارتفق أحيانا واقترب أحايين

وارتشف حين تقترب..

من منهل هذا الحنين

واحذر أن يحدوك مني شبع أو رواء

فالعطش الكائن في مسامي..

ينأى بمنأى عن التسامي

والهمجية التلقائية في عروقي

لا تعرف من حر العشق اكتفاء

فلستُ هنا للتفاوض

ولا تقديم الحجج والعرائض

.. ..

أريدك فحسب..

أتراك تعلّمت شيئا من حروف الهجاء؟؟

(25)

بحثت في لوح الأقدار..

عن نقش يفسر الأحجية ويوشي بالأسرار

فأعرف بأي شفرة شرّعت لقدومك ساحاتي

وأي اسم مستعار..

أي إكسير سكبت فطمست بداياتي..

وسفهت موروثاتي..

فغيرت تكويني..

وأعدت ترتيب الأفكار

أي تعويذة قرأت فغيرت ملامح تاريخي

ملأت تجاويف تشاريخي

ومهرت جغرافيتي باسمك

وصك ملكية وإشعار

فلما استعصت عليّ الرموز..

وتصعّبت الخطوط..

وسقطت في شرك غموضك

منتشية بذاك السقوط..

صفعني حلو استسلامي

لأنك باختلافك..

سيد أحلامي

(24)

كن بخير..

فقط.. كن بخير

فكثير من هدوئي مبعثه سلامُك

وكثير من استقراري مبعثه أمانك

وكثير من استيعابي لوقائعي

مبعثه اتساق وقائعك

فكن بخير..

جُلّ اهتمامي يا رجل

أن تظل على وفاق مع البسمة

أن تحلّق مع السرب إلى قوس قزح

أن تصاحب النسمة..

وأعرف أني سأظل على هامش السيرة

أني في اهتماماتك الأخيرة

وأني حين التلاقي..

أظل طيفاً على خلفية انشغالك

ولا بأس..

فحسبي أن تكون دوماً ذاك البهي الجميل..

ذي الطلّة الأثيرة

(23)

هاك عسلي..

ارتشف يا حبيبي على مهل

ولا تستصعب طريق غرامي

هيأت لك دون سواك طريقا سهل

ضل العاشقون سبيل وجداني

عن حمق تارة..

وتارة عن جهل

وحين أحببتك أحببت فيلسوف

تقرأ يا حبيبي ما لا يقال

وتغزل من صمتي حروف..

وتدرك حين أغض عنك الطرف

أن الصب في عيوني متحرّقا ملهوف

وأن البسمة من ركن شفتيك

تُحدث في أعصابي اختراقاً

دونه رماح وسيوف

فقلّدتك من ثم عمري راضية

فإليك قلبي الرضيع..

قلبي الفتيّ..

قلبي الكهل

(22)

يا أنت الرابض في أعماقي

المتحفّز جداً لتغيّر طقسي وطقوسي

المتشدد في فرض قوانيني وتقنيني

المتوسّد قلب العرين

ومُتسيّد أسري وسرائري

وحدسي وجنوني

المتفنن في عقابي وعذابي

حين تشرد عن الطوق فنوني

سيدي العابس

والحابس دمي من فرط الزئير

الهادر..

والماهر في ترهيبي حين تقطّب الجبين

أخشى وأغشى بين ذراعيك

علّك ترأف بحالي.. ولا تغالي

وتعفو كريماً عن ألمي..

وعن أنيني

(21)

بداخلي شيء ثقيل

يشبه طعم الوجوم إزاء حقيقة الموت

يشبه رجفة الخوف في الحشايا

تعزف عن أن تطل من ملامح مصمتة..

يشبه خواء الإنكشاف على واقع

يختلف تماما عن حلم اليقظة..

يشبه الجوع في جسد فارقته الشهوة

يشبه فقدان ذاكرة الفرح

وسُكنى ردهات الاغتراب في كف الحبيب..

يشبه صمت الشفتين

حين الثرثرة الشيطانية تفتك بتلافيف الضمير..

يشبه الرحيل حين يبرز من شق الأيام..

يشبه استيعاب غيابك برغم اللقاء..

يشبه وداعك

(20)

وأنا معك..

أطلق في اللقاء ألف تنهيدة

وأستحضر في ردهات وجداني

ألف نغمة قديمة شريدة

وأختلس إليك النظر حين لا تلتفت

فلكم أخشى لقاء عينيّ المستهامة

بعينيك حبيبتيّ والنظرة الساحرة العنيدة

فيفضحنى الصبّ البادي

وتقرأ عشقى في أول صفحات الجريدة

فأنت وجعي الماثل في شق النفس

وأنت أحلى حكايا الحب السعيدة

أنت المنتهى والمرمى والمستقر

وأنت العالق دوماً..

بين شريان قلبي ووريده

(19)

يا أيها الحذق الماهر في شأن الأنثوات

خبّرني..

ما آخر مراجعك في علم القبلات؟

كتاب شهرياري

تنحني لك فيه الجباه

وتأتيك صاغرة الشفاة؟

أم دليل هاروني

تهمي عليك فيه النساء هائمات عابدات؟

اختلف الأمر يا رجل..

فلا تعوّل كثيراً على غابر العصور

ما قد فات مات..

أقبل جسوراً إن أردت قطف ثماري الشهيات

فالعالق حد الشفة مَن وسلوى

وكنوز سليمان

وعصور من الذوبان والشتات

فاثخن اللثم ما استطعت

واغرس في محيط العنق الرايات

الخميس، 25 مارس 2010

(18)

تحدث..

فالليل على نبراتك يتهدهد

والقنديل على مشارف نافذتي

يثرثر بحكايانا

لنسيم يحاكي في اللطف هوانا

لِخد الليلك يتودد

تحدث..

فالوجد الكائن فيّ يرتل ترانيمك.. يتهجد

والنشوة من فرط الجوى جمر

وحريق من حر لهيبك يتنهد

وأنا بين تلك وهذا

أتلو مواثيق غرامك.. أتعبد

تحدث..

فالسهر بهمسك قد حلا

وبضع الليل قد خلا

والباقي دونك جد ثقيل

والنوم على جفني تمرد

فابقِ حديثك لعمر العمر موصولا

بسهد الحلم مغزولا

فأغفو ولم تزل في أرجائي تتردد

الأربعاء، 24 مارس 2010

(17)

أدرك كم يعنيني أمرك حينما ألقاك

تختل إيقاعاتي

وتنقلب رأساً على عقب قناعاتي

ويرتجف عرش ثباتي

أراك.. فتبهت دونك الأشياء

تشرع في الحديث

ويغدو استقراري هباء

تتسارع في رأسي أفكاري

وأسمع يا حبيبي نصف الحوارِ

تستهلكني مخاوفي

يضنيني شتاتي

وتقتلني تساؤلاتي

والإجاباتِ.. محض هراء

ترى ..

هل أبدو في عينيك جميلة؟

هل أشبه فتيات قصصك المستحيلة؟

وفي كرنفال أشعارك ..

هل لي مكان وغُنّة وخميلة..

أم أن مكاني خواء؟

(16)

حين سألتك..

كنت أبحث عني في خارطتك

كنت أنقّب عن طالعي في صفحة راحتيك

كنت أتعقب آثاري في بصمة مآقيك

كنت أشم رائحتي في أبخرة تفكيرك

كنت ألعق مسام إحساسك..

علّني أجد لذاتي في مِلحك.. مذاق

لكن رسم الحواس

أتاني بصفير محايد حد الوجع

وخط مستقيم ضارب في جذور اللاشيء

ولم تمنع لافتة الحذر سقوطي في جُب الحقيقة

.. ..

مرحى أنني أحمل دوماً

جواز سفري.. ومظلّة.. وقنينة ماء

الاثنين، 22 مارس 2010

(15)

أنا المسالمة جدأ..

اخترت خوض معتركك المحموم..

تخندقت وتحصّنت

واعتليت صهوة حنيني الأشهب

محتمية بدرع غرامك

وحينما وطأت أرض المعركة

كنت أعرف أن لا قِبل لي والعرش

وأن جحافل الأنثيات

المنصهرات في ساحة الذوبان فيك

حائل براكيني مستعر الوطأ

وأنك المتوسد فوهة الاشتعال..

تنظر من علِ

وقد لا يتجاوزني انتقاؤك

فأنت العارف بزَبَد الحريم

تجيد اقتناص الثريا

وأنا المقتربة على حذر..

يكفيني جداً..

الإشراق على حدودك

الأحد، 21 مارس 2010

(14)

مساء الخير..

يا المبعوث لشعبي المتهالك

والمرسل لسهولي وأخاديدي وهضابي

وكُنه اعتقادي ومكنون استيعابي

ترنّم فضلا بالحكمة..

ثقّف أبجديتي المنقوصة برموزك

ضعني على خارطة فنونك

واخترع في ظلماتي حضارة.

شذّب التياعي حين تنفلت مني الهمجية

هذّب اندفاعي حين تنفلت مني الرويّة

وعلّمني الرُشد حين الموغل فيّ هذيان

وكن في ضلالي الإشارة.

عرفت مذ رأيتك..

أنك الموسوم في سِفري أنا نبيّا..

أنك رحمة ربي..

أنك البشارة

(13)

حتى سكر الحُلم يزول

من فرط التكرار..

والمكوث حد الغفوة

وإطار الخيال..

وأنا استعذبت حلمي بك

لثلاث أرباع دهر كامل..

واليوم ..

حين أقمت طقوس الاستحضار ذاتها

وشرعت مضغ مكسبات

الطعم واللون والرائحة

ألفيت كُنه الحلم يفقد النكهة والمذاق

فأدركت أني استهلكت دسم الانتظار

وأتيت على زبد الأمنية

والباقي منها.. فتات

الأربعاء، 17 مارس 2010

(12)

أخطأت عندما أقبلت على قراءتك..

كأي كتاب آخر

فمارست كل طقوسي

لما قبل حوار الصفحات؛

قرص المهديء

وقدح النعناع الدافيء

والبريق الخافت

وموسيقى الجاز الخفيفة

وفراشي الوثير..

وشرعت أتصفحك – كعادتي –

بنصف وجدان مسبل؛

وأنت الجدير بالانتباه

والمستنفر للوعي

والمتسحضر للحواس..

تأبى إلا أن أقرأك

وأنا على أطراف إدراكي

فالزلل فيك ..

انتقالة مفاجئة

– وموجعة –

إلى السطر الأخير

(11)

ذاك الحرف المتجمد في ُمبرّد أعصابك..

يستنزف رحيق حياتي

أتراك لم تدرك بعد

أني - مذ عرفتك - أقتات على أوراقك؟؟

فلا تباعد بين الإبداعين

أكثر مما يحتمل تواتر الخفقتين.

استدع – فضلاً – الريشة العبقرية

ومحبرة الإكسير

وارسم ملحمة عشقية

أراني فيها هيلين الطروادية

أو انقش فوق الصفحة..

وشماً قدرياً كتعويذة دوريان جراي

أرددها فتهرم بدلاً مني

وتأثم بدلاً مني..

وأظل أنا صبية

ويظل عشقك.. بريئاً

(10)

لم يعد افتقادي إياك مشكلتي..

ولا الحنين؛

ولست أمكث في انتظار نظرة منك فأستكين؛

وغيابك ليس بإشكالية..

ولا اهتراء السنين؛

وجعي كائن في ابتعادك واقترابي

في ثباتك الهاديء جداً.. واضطرابي

في كل ما نحجم عن قوله..

في المبرراتِ والأسبابِ

في مسافة نستبقيها في حرفية

وننتشي بالتحضّر..

والموغل فينا همجية

في ادعاء غض الطرف والأهدابِ

وجعي يا أنت..

ماثل في إدراكي حكايتنا..

في شدة فهمي علاقتنا..

في فرط استيعابي

(9)

صباح الخير..

يا النائم بعد في حضن الإرهاق

والمُسبل فوق التعب جفنين منهكين

والملقي فوق فراشك المغترب..

كتفين متصدعين.

ظل نائماً يا صغيري المستنزف

اختلس من زمنك المتقلّب

غفوة يشوبها قلق

وحلم متعرّج الحواف

ورؤى مشوشة الخبر.

فبعد دوزنة الشتات الأولى..

سيأتيك سديمي

ويردي عضد فراشك الخشن..

مخملية قطيفية بنعومة حناني

ودفء حنيني.

ولا تتعجل استنبات الصور

في الجفنين المُحمرّين..

دعني أولاً..

أداوي الحريق.. بلثمة

الأحد، 14 مارس 2010

(8)

لك هذا..

ودعني أدير قرص التحديث

أدخل على لوحة وجداني..

تعديلين وأمرين

ورمز سري واختصار

دعني أعيد تثبيت برمجتي

وأصحح مرحلتي

وأزيل الغبار

فلا أحيد ثانية عن المسار.

وأعتذر كثيرا عن التشويش

عن ضوضاء أحدثتها في نظامك بلا داع

أعتذر لاندفاعي

لانشقاقي عن مساحتي المحتومة..

عن التهميش

أعتذر لانتهاجي أدوارا مغايرة

لانشقاقي عن آليتك الثابتة الجائرة

أعتذر عن التغبيش

عن استغراقي في استشراف الطالع

وضرب النرد

وتعاويذ الدراويش